دولي

هل يمكن لألمانيا والاتحاد الأوروبي قطع طريق الهجرة عبر بيلاروسيا؟

مركز الأخبار

اصبح غضب الاتحاد الأوروبي من حاكم بيلاروسيا لوكاشينكو واضحا، فقد لقب بالمهرب بعد افتعال أزمة الهجرة عبر حدود بلده مع دول الاتحاد. بعدما فتح الباب أمام الآلاف من المهاجرين ليصلو إلى ألمانيا عبر مينسك. ما الذي يمكن القيام به؟

وصل آلاف الأشخاص من بلدان الأزمات كالعراق وسوريا ومناطق أخرى إلى ألمانيا بشكل غير قانوني عبر بيلاروسيا وبولندا، وقد بدأت موجة الهجرة هذه منذ شهر يوليو/تموز الماضي. يقام اليوم الأربعاء (20 أكتوبر/تشرين الأول) اجتماع لوزراء الولايات، ويرغب من خلاله وزير الداخلية هورست زيهوفرمناقشة الإجراءات الممكن القيام بها للحد من الهجرة غير القانونية.

الحلول البسيطة لن تفي بالغرض في هذه الأزمة، فخلفية أزمة الهجرة الجديدة، صراع جيوسياسي معقد نتج بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد بيلاروسيا، بعدما قام الحالكم البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بإجبار طائرة على تغيير مسارها في مايو/أيار الماضي، من أجل اعتقال صحفي كان على متن الطائرة.

في مقابل العقوبات، أعلن لوكاشينكو أنه لن يصد المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. ليصير الحاكم البيلاروسي "رئيس عصابة تهريب تابعة للدولة"، كما وصفه وزير الخارجية الفيدرالي هايكو ماس هذا الأسبوع.

أعداد الواصلين عبر حدود بيلاروسيا!

سجلت الشرطة الفيدرالية دخول أكثر من 5000 شخص غير مصرح لهم على طريق بيلاروسيا هذا العام. بحلول نهاية يوليو/تموز، وصل 26 شخصًا فقط إلى ألمانيا بشكل غير قانوني عبر بيلاروسيا وبولندا. في أغسطس/آب، وصل عددهم إلى 474 شخصًا. أما في سبتمبر/أيلول، وفقًا لأحدث المعلومات من الشرطة الفيدرالية، فقد وصل العدد إلى 1903. بحلول 17 أكتوبر/تشرين الأول، صار عددهم 3000 شخص.

تحاول كل من بولندا ولاتفيا وليتوانيا إغلاق الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا. وبدورها تقوم الولايات الفيدرالية ببناء الأسوار الحدودية، وتخطط بولندا أيضًا لطرق تحصين دائمة.

منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول فقط، سجل حرس الحدود حوالي 10000 محاولة عبور غير قانوني على الحدود مع بيلاروسيا - بعد 6000 محاولة في سبتمبر/أيلول. يتم إبعاد العديد من المهاجرين عن الحدود، وهو أمر قانوني بموجب القانون الدولي.

الوضع على حدود بولندا مع بيلاروسيا!

من ناحية أخرى، فإن ردود الفعل غير القانونية، تتمثل في صدّ وإعادة أشخاص قد وصلوا بالفعل إلى أراضي الاتحاد الأوروبي ولديهم الحق في التقدم بطلب للحصول على اللجوء. وقد أفاد مهاجرون للصحافة البولندية أنهم تعرضوا للضرب على أيدي حراس حدود يرتدون الزي الرسمي على كلا الجانبين، أي بولندا وبيلاروسيا.

الوضع الحقوقي غير واضح بشكل كاف، لأن بولندا أعلنت حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية، لكن ذلك لم يمنع استمرار تدفق الآلاف لمحاولة عبور الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وبولندا نحو ألمانيا.

هل تتكرر أزمة 2015؟

الأرقام إلى حدود الساعة أقل بكثير مما كانت عليه خلال الأزمة السورية. في عام 2015، سجل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين 476649 طلب لجوء أولي. وفي عام 2016، وصل العدد إلى 722370 طلبًا أوليًا فقط.

سنة 2021 أبلغ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين عن 100278 طلبًا أوليًا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول. وهو ما يزيد بنسبة 35.2 في المائة عن عدد الطلبات التي تم تقديمها في نفس الفترة من العام الماضي2021 . يفسر ذلك جزئيًا بأن جائحة كورونا سنة 2020... ساهمت في نقص أعداد المتوافدين. لكن رالف برينكهاوس (CDU) رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم يخشى "أن الأمر يمكن أن يتطور".

في عام 2015 ، لم تحظ "المؤشرات" بالاهتمام الكافي وهو ما لا ينبغي أن يتكرر، لذلك يحرص السياسيون حالياً على اتخاذ تدابير كافية على المستوى الوطني والدولي وأيضا على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ما هو تخطيط زيهوفر لإدارة الأزمة؟

تحدث وزير الداخلية الفيدرالي زيهوفر إلى نظيره البولندي ماريوس كامينسكي حول الأزمة، واقترح تسيير دوريات مشتركة لحرس الحدود الألماني والبولندي، خاصة على الجانب البولندي. وهو ما يعتبر حلاً مؤقتاً "يسعى لتكثيف ضوابط الحدود الداخلية ".

لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فضوابط الحدود هذه بالتحديد سيكون لها انعكاسات سلبية على كلا الجانبين، مثل الاختناقات المرورية وعوائق في مرور البضائع، تذكر بفترة الحجر بسبب أزمة كورونا.

هل تساهم خطة زيهوفر في وقف التدفق؟

لن تمنع درويات مراقبة الحدود الالمانية البولندية الدخول غير المصرح به إلى ألمانيا. ولكن من المحتمل أن تساعد على تخفيضه. فوجود ضوابط ثابتة على الحدود تصعب عملية المراقبة الشاملة. علماً أن الدوريات المشتركة، تساعد على تسجيل المزيد من الباحثين عن حماية في بولندا. وبذلك غالباً ما تكون بولندا هي المسؤولة عن إجراءات اللجوء، وهو ما هو سيكون مرهقاً. فأغلب اولئك الذين يحاولون شقّ طريقهم عبر بيلاروسيا، لا يفضلون البقاء في بولندا. بل غالباً يكون هدفهم الوصول إلى ألمانيا أو دول أوروبا الغربية الأخرى.

ما سبيل الاتحاد الأوروبي لقطع الطريق؟

ناقش وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الآخرون، الإجراءات العقابية الجديدة في بداية الأسبوع. قال ماس عن بيلاروسيا "لم نعد نقبل بعد الآن أن تكسب شركات الطيران أيضًا أموالًا مع بيلاروسيا في تخطيطها للأزمة". وتحاول مفوضية الاتحاد الأوروبي التفاوض أيضًا مع البلدان التي يأتي منها المهاجرون في هذا الصدد.

ووفقًا لتصريحاتها، "لن تكون هناك مزيد من الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك"، حسب مفوضة الهجرة إيلفا جوهانسون في بداية أكتوبر/تشرين. تتوافق دول الاتحاد الأوروبي على حماية حدودها الخارجية بشكل أكثر فعالية، لكنها في الوقت ذاته لم تجد حلاً مشتركاً لاستقبال وتوزيع المهاجرين وطالبي اللجوء.

ما الذي يخطط له لوكاشينكو؟

ينفي لوكاشينكو مسؤوليته عن الوضع على الحدود في تصريحاته الرسمية. لكن وفقاً للمعلومات الواضحة، فبلاده بيلاروسيا تسمح لمواطني 76 دولة بالدخول إلى ترابها بدون تأشيرة أو على الأقل دون قيود كبيرة.

لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد الأشخاص الذين تم استقدامهم لغرض إيصالهم للحدود، ولكن لوكاشينكو اليوم في وضع محرج بسبب العدد الكبير من المهاجرين العالقين مؤقتًا أو كليًا في بيلاروسيا.

في المنطقة الحدودية مع بولندا، هناك ما يناهز 15000 شخص ينتظرون فرصة لعبور الحدود. يُعتقد حاليا أن لوكاشينكو نفسه يريد الحد من عدد الأشخاص الذين يدخلون البلاد، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. فقد أعلنت شركة الرحلات السياحية Anex Tour أنه في المستقبل، لن يتمكن الأشخاص القادمون من أفغانستان ومصر وإيران واليمن ونيجيريا وباكستان وسوريا من السفر إلى بيلاروسيا إلا بتأشيرة صالحة. أما في السابق، فقد كان من الممكن الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى مطار مينسك.

المجلة التركية


مقالات ذات صلة

الأخبار العاجلة

منذ 10 شهر
عاجل | رئيس حزب "الظفر" التركي أوميت أوزداغ يعلن دعمه لمرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة التركية كمال كليجدار
منذ 2 سنة
طقس بارد متوقع خلال الأسبوع الجاري في عموم البلاد حيث ستنخفض درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية وتتساقط الثلوج
منذ 2 سنة
وصل وفد من حكومة طالبان في زيارة رسمية برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، إلى أنقرة، اليوم
منذ 2 سنة
أردوغان يجري لقاءً مغلقًا مع محافظ البنك المركزي التركي شهاب كافجي أوغلو في قصر تشانكايا بأنقرة.
منذ 2 سنة
خبراء يحذّرون من شلل حركة المرور في إسطنبول خلال الشتاء
منذ 3 سنة
أردوغان: هدفنا الأول النجاح في الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2023 ، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا