تقارير

احتجاجات العراق...انظمة متغيرة ومطالب مختلفة

مركز الأخبار
المجلة التركية - الكاتب إياد الياسري من يتابع الشأن العراقي بتفاصيله الدقيقة يعرف طبيعة وحجم التحديات التي تواجه هذا البلد الذي لم يعرف الهدوء والسكينة منذ بداية العهد الملكي عام 1921 .فمتغيرات الواقع السياسي العالمي والعربي فرضت على العراق تغيرات دراماتيكية في حياته السياسية اثرت بشكل مباشر على المجتمع مدرك كان او غير مدرك . فسقوط النظام الملكي في العراق لم يكن وليد الصدفة فقد سبق تاريخ 14 من تموز عام 1958 تحولات دراماتيكية بين علاقة النظام بالشعب .الشعب الذي حمل عرش الملك فيصل الأول على اكتافه يوم تنصيبه عام 1921 بأعتباره شخص ينحدر من سلاسة الرسول الأعظم محمد عليه افضل الصلاة والسلام وابن قائد ماسميت حينها بالثورة العربية على الحكم العثماني وغيرها من الأسباب كظلمه وخيانته من قبل الفرنسيين عندما تولى الحكم في سوريا.كما رأه البعض من الشخصيات العشائرية سبيلا لتخلص العراق من الأستعمار البريطاني وفقا للوعود التي قطعتها بريطانيا للعراق بعد نجاح ثورة العشرين. احب الشعب الملك فيصل الاول جدا واحب كذلك نظامه الملكي وخاصة في عهد الملك غازي الذي كان مساندا للقضايا العربية بل انه قومي عربي من الطراز الأول وقد يعزو البعض تدبير الحادثه التي ادت الى مقتله لعلاقاته الواسعة بالنازية في المانيا ومساندته لها. واذا ماعدنا الى علاقة الشعب بنظامه الملكي الحاكم انذاك فأننا سنجد تراجع واضح لهذه العلاقة عند تولي الوصي على الملك فيصل الثاني خاله الأمير عبد الاله زمام السلطة لصغر سن الملك .وبدأت هذه العلاقة بالتراجع ابان ثورة مايس اذار عام 1941 التي قادها رئيس الوزراء الأسبق رشيد عالي الكيلاني وعدد من شيوخ عشائر الفرات الأوسط الذين شاركوا في ثورة العشرين وكذلك عدد من الزعماء الوطنيين وقادة من الجيش والتي كادت ان تنهي النفوذ البريطاني في العراق .الا ان تلك الثورة فشلت في تحقيق اهدافها وتم انهائها برد فعل قوي وبشكل مباشر من قبل الجيش البريطاني الذي كان مشارك وبقوة بالحرب العالمية الثانية المستمرة انذاك. اعقبت هذه الثورة حالة سخط شعبي واسع من شخوص النظام الملكي وعلى رأسهم الوصي عبد الاله ورئيس الوزراء نوري السعيد المقرب من العائلة الحاكمة وخاصة بعد اعدام قادة الجيش الأربعة كامل شبيب وصلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد ومحمود سلمان الذين اعتبرهم الشعب رمزا لهذه الثورة وكذلك حالات الاعتقال في صفوف المساندين لها من نخب وشخصيات سياسية وعشائرية.ومازاد الطين بله هو اندلاع الصراع الصهيوني الفلسطيني عام 1945 حيث وقفت بعض اركان النظام الملكي انذاك مع بريطانيا الراعية للكيان الصهيوني انذاك الأمر الذي ادى الى تأجيج النزعة القومية الغاضبة التي تحولت فيما بعد الى نزعة رافضة للنظام الملكي وخاصة في اوساط الطبقة الفلاحية المتعلمة والكادحين. وقد مرت السنوات والغليان الشعبي في ازدياد بالرغم من الانجازات العمرانية والتخطيطية للنظام الملكي وسط تأثيرات الاحزاب الشيوعية والقومية الناشئة والتي اجتاحت افكارها العديد من دول العالم وخاصة العربية الأمر الذي ادى ادى الى نجاح العديد من الثورات او الأنقلابات ان صح التعبير وخاصة في مصر التي مثلت نموذجا لقيام انقلاب عام... 1958 الذي ايدته شريحة واسعة من الشعب نظرا للظروف التي ذكرتها. واذا ماقارنا النظام الملكي الذي حكم العراق لمدة 37 سنة بالنظام الحالي على اعتبار النظام ان النظامين استلما السلطة بتدخل اجنبي مباشر فسنرى اوجه التشابه كبيرة بأختلاف الروح الوطنية لشخوص النظام في العهدين وحتى في طريقة وشكل الحكم بأستثناء الصبغة الطائفية الغائبة في العهد الملكي . النظام الحالي بدأ بترحاب شعبي واسع وخاصة في جنوب واقصى شمال العراق على اعتبار ان نظام صدام حسين قبل عام 2003 قد واجه جماهير هاتين المنطقتين بالقوة عندما ثارت ضده وكذلك بسبب سياسة التنكيل التي اتبعها منذ مجيئ صدام الى السلطة. لكن سرعان ماانتهت هذه العلاقة وشهور العسل بين سكان مناطق جنوب العراق التي استمرت سنوات بفعل التغذية الطائفية والحرب الطائفية التي استمرت في العراق لثلاثة سنوات والتي ادت الى تعزيز سلطة نظام حكام مابعد 2003 رغم الفوصى التي سادت اثناء الحرب وخاصة في العاصمة بغداد. نهاية او تلاشي العلاقة جاءت بشكل غريب فمن تأييد مطلق لزعامات سياسية جاءت الى السلطة بحجة المظلومية والوطنية الى احتجاج وسخط بل وحتى سب وقذف لشخوص هذه الزعامات الدينية منها والمدنية بسبب حجم الفساد المالي والأداري وحتى الأخلاقي الذي مارسته هذه الشخوص منذ استلامها الحكم قبل 15 عام والتي اضاعت ثروات كان مقدرا للعراق بها ان يكون صاحب اقوى اقتصاد في المنطقة ومن اقوى الأقتصادات في العالم فضلا عن سوء التخطيط وغياب الرؤيا والأنشغال بالصراعات الأقليمية وسلب ابسط حقوق الشعب وترك ماتبقى للبنى التحتية للبلد في حالة تهالك نتيجة الحروب والصراعات التي مر بها العراق. احتجاجات العراق الحالية لم تكن وليدة الصدفة كما انها لم تكن الأولى فقد سبقتها احتجاجات واسعة بدأت مع انطلاق ثورات ماسمي بالربيع العربي عام 2011 ولكن على استحياء وجوبهت حينها بالقسوة واستخدام العنف بحق المحتجين.تبعتها موجة من الأحتجاجات انطلقت في اب عام 2015 يبغداد وعدد من المحافظات الجنوبية طلبا للخدمات والعيش الكريم وتأسيس دولة مدنية يحترم فيها المواطن. حالة السخط هذه استمرت طيلة السنوات الماضية ليطل علينا تموز الحالي الذي شهد العراق فيه انقلابين وثورة بتأريخه المعاصر ادت الى تغيير انظمة حكم ومصير شعب وامة بأحتجاجات واسعة انطلق فتيلها بمحافظة البصرة الغنية بالثروة والفقر ان جاز التعبير للمطالبة بأبسط حقوق الأنسان في عصرنا الحالي الا وهو التيار الكهربائي وتوفير فرص العمل التي لو طبقت لخدمت الحكومة اكثر من الشعب كونها من اسباب تقليل نسب الجرائم والأرهاب في المجتمعات والأهتمام بحياة المواطن ومحاربة الفساد فعليا لا بالشعارات والخطب الرنانه التي ابدع فيها من يسميهم الشعب سياسيو الصدفة . لربما التأريخ يعيد نفسه بالنسبة لعلاقة الشعب   بالنظام الحاكم في العراق فكل حالة سخط عاشه الشعب على حكامه كانت تجابه بردود فعل عنيفة او باردة او مستهزئة احيانا تؤدي في النهاية الى اسقاط النظام بأكمله .وعلى سياسيين العراق ان بقيت لديهم اذن تسمع ان يفهموا مايطلبه الشعب ويلبوه فعليا لا بقرارات على استحياء وليقرأوا التأريخ القريب للحكم في العراق الذي لم يرحم حاكما ظلم شعبه...  

مقالات ذات صلة

الأخبار العاجلة

منذ 10 شهر
عاجل | رئيس حزب "الظفر" التركي أوميت أوزداغ يعلن دعمه لمرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة التركية كمال كليجدار
منذ 2 سنة
طقس بارد متوقع خلال الأسبوع الجاري في عموم البلاد حيث ستنخفض درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية وتتساقط الثلوج
منذ 2 سنة
وصل وفد من حكومة طالبان في زيارة رسمية برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، إلى أنقرة، اليوم
منذ 2 سنة
أردوغان يجري لقاءً مغلقًا مع محافظ البنك المركزي التركي شهاب كافجي أوغلو في قصر تشانكايا بأنقرة.
منذ 2 سنة
خبراء يحذّرون من شلل حركة المرور في إسطنبول خلال الشتاء
منذ 3 سنة
أردوغان: هدفنا الأول النجاح في الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2023 ، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا