كتاب الصحف

مقومات الشخصية القيادية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .. الجزء الأول

أ. حافظ لصفر

أ. حافظ لصفر

أ. حافظ لصفر - مدرس مادة الفلسفة 

ماجستير الادارة التربوية 


المقدمة

القيادة هي العقل والقلب النابض لكل المنظمات، والحديث عن القيادة قديم قدم التاريخ حيث تعددت مفاهيم القيادة بتعدد الاتجاهات والأطر النظرية عبر مراحل تطورها، فالبعض اتجه إلى تعريفها على أنها مجموعة من الصفات الشخصية، وآخرين اعتبروا أن القيادة ولاية وسلطة رسمية، بينما تركز  الدراسات الحديثة على أن القيادة سلوك وتفاعل وتأثير على الآخرين ومن ادوارها صناعة قادة اكفاء وهدا ما قام به سيدنا عمر الدي تلقى تربية نبوية على الطريق المستقيم وزاد من قوتها تنشئته الاجتماعية على الصدق والبيئة الصعبة دات خصائص مكسبة للقوة والصلابة في المواقف التي تحتاج اما للشدة او المرونة في المعالجة والتناول وكان قائدا فدا بنى الدولة الاسلامية انطلاقا من القيم الاسلامية السمحة من تخطيط وتنظيم وتوجيه ونصح وارشاد وتتبع وتقويم للسياسات العامة للأمصار موليا ولاة وعمال اتقياء وكل من خالف الشرع ولم يراعي احوال العباد اعفاه وعاقبه لأنه كان خليفة عادلا وفطنا ومنصفا فلا يخاف في الله لومة لائم بل الحق والعدل ميزان حكمه وليس كقياد اليوم لا تهمه سوى كرسيه ان ينزع مهنه وكانت مشروعيته القيادية يستمدها من روح الشريعة الاسلامية ومن الرعية بخدمتها واكرامها واحقاق الحق في التعامل معها عكس من يستمدها من قوة منصبه وما يملكه من اجهزة ايديولوجية وقمعية ويسلم زام الامور القيادة الحساسة لمن ليس اهل بها فالخلافة العمرية تميزت بالعدالة الاجتماعية وتجلت في توزيع الثروات بالعدل والمساواة عكس القيادات الحالية متمركزة على داتها وحاشيتها وغير مهتمة بأحوال الرعايا ففي عهده كانت المواطنة مكتملة غير منتقصة كما هي في القرن الواحد والعشرين.


الدراسات السابقة

معظم الدراسات قاربت سيرته العطرة وميزات شخصيته لكنها لم تقم بتحديد امتداداتها في ظل القيادة المعاصرة في شتى المجالات وبالأخص  جداراته  في صناعة قادة للمستقبل مع العلم انه لم تكن له دراية   بنظريات علم القيادة المعاصر ولا تكوين اكاديمي في دلك الزمن بالعلوم الادارية المعقدة والمتشعبة حاليا والسبب راجع لتربيته  وتكوينه داخل المدرسة المحمدية الربانية  الإيمانية الصادقة المنطلقة من تربية وصقل الروح على التعلم والانصات والحكمة الراشدة المنبثقة من تعاليم القران الكريم والمصاحبة لأخلاق وروح الرسول الفطرية والتي تتلقى منهاجها من عند الله  هاته التربية الايمانية الخالصة لله اصلحت الذوات اولا ثم العقول بالتربية الايمانية قلبا وقالبا عطاء غير محدود غايته اعلاء كلمة الله في العالم .كما ان الوسط البيئي الصحراوي جعل من شخصيته الرجل القيادي الجامع بين المهارات الفنية والانسانية والمعرفية-البيئية والفطرية


اشكالية البحث

اتناول في التحليل والنقاش اشكالية "مقومات وخصائص  السلوك القيادي لشخصية عمر بن الخطاب بينما هو داتي  وموضوعي "ويتفرع عن هدا الاشكال العام تساؤلات فرعية يمكن صياغتها كالاتي ما المقومات  الذاتية والموضوعية للسلوك القيادي لعمر بن الخطاب وما خصائصها  مقارنة بمعايير القيادة المعاصرة وهل استطاع صناعة قادة للمستقبل الحضارة الاسلامية وما مرتكزات هاته الصناعة والرؤية التي حملها للامة


دوافع البحث واهميته

التعريف بشخصية قيادية فدة ساهمت في بناء حضارة قوية مترامية النفود  بأرجاء العالم للأجيال والنشء الدين دابوا في النحن الغربية وتناسوا تاريخ وبطولات "الانا الاسلامية" اجدادهم العظام وفي نفس الوقت اود ابراز القيم القيادية لدى الصحابي الجليل التي امتاحها من بيئته واخرى مجبولة فيه مع ملامسة  الاوجه القيادية للصحابي الجليل على كافة المستويات التنظيمية والادارية والعلائقية والاستراتيجية من شانه ان يقدم للدراسة البحثية بعدها الاستيطيقي والابستيمي والكوكبي لأنه شخصية موسوعية بالقوة والعدالة في الحق ومن الناحية العملية تحتاج الى ذيوع قوتها بين الاجيال التي انزاحت مع مشاهير الفن والرياضة والسياسة وكادوا ينسون صناع الحضارة الاسلامية فالغزو الفكري للأجيال اخطر فتكا ودمارا من الغزو العسكري .


منهج الدراسة

اتبعت في هاته الدراسة او البحث منهج الاستقصاء والاستنباط بالرجوع الى امهات المصادر والمراجع التي تناولت شخصية عمر بن الخطاب واستنباط الجوانب القيادية وفي نفس الوقت مقارنتها بمقومات القيادية المعاصرة من خلال الرجوع لآخر الانتاجات العلمية في مجال القيادة المتجددة والخلاقة فمهما تعددت مسميات الادارة او القيادة في العصر الحالي فالصحابي عمر بن الخطاب استطاع ان يكون قياديا ناجحا بمواصفات القادة المعاصرين واكثر لتضافر عوامل شخصية واخرى موضوعية اجتمعت في هدا القائد المسلم الدي فاق قادة اليوم في الرقي بالدولة الاسلامية الى مصاف الامم القوية انداك ومنافستها على كافة الاصعدة.


الفصل الاول سيرة مختصرة من سيرة امير المؤمنين عمر بن الخطاب

المبحث الاول روايات وشهادات في شخصية عمر بن الخطاب


عمر بن الخطاب ين نفيل بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي ..

ولد عام 584م  وامتاز بأنه كان ممن تعلموا القراءة و كانوا قلة.. وتحمل المسؤولية صغيرا واشتغل بالرعي ..فأكسبه قوة التحمل ،والجلد، وشدة البأس ،وحذق ركوب الخيل والفروسية في شبابه ،وتذوق الشعر ورواه ،وكان مهتما بالتاريخ وحضور أسواق العرب ثم اشتغل بالتجارة وربح منها ما جعله من أغنياء مكة.


كانت أولى شرارة نور الإيمان لامست قلبه ،يوم رأى نساء قريش يتركن بلدهن ويرحلن إلى بلد بعيد بسبب ما لقين منه ومن أمثاله ،فرق قلبه وعاتبه ضميره فقال لأم عبدالله بن حنتمه: إنه الانطلاق يا أم عبدالله ؟قالت: نعم ،والله لنخرجن في أرض الله ،آذيتمونا وقهرتمونا ،حتى يجعل الله لنا فرجا، فقال عمر: صحبكم الله. ورأيت منه رقة لم أرها قط ،فلما جاء عامر بن ربيعة وكان قد ذهب في بعض حاجته وذكرت له ذلك فقال: كأنك قد طمعت في إسلام عمر؟ قلت له: نعم، فقال: إنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب.


تأثر عمر وأسلم بعده بفترة ولا شك أنه استجابة لدعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: "اللهم ‘أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك :بأبي جهل بن هشام ،أو بعمر بن الخطاب" قال :وكان أحبهما إليه عمر.


قام عمر بن الخطاب على المنبر يوم جمعة ،فحمد الله وأثنى عليه ،ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أبابكر رضي الله عليه، ثم قال :رأيت رؤيا لا أراها إلا بحضور أجلي ،رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين فقصصتها على أسماء بنت عميس ،فقالت :يقتلك رجل من العجم. قال وإن الناس يأمرونني أستخلف أن الله عز و جل لم يكن ليضيع دينه وخلافته التي بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يعجل في أمر فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات نبي الله وهو عنهم راض .."


وكان لعمر من الولد عبد ه الله وعبد الرحمان وحفصة وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وزيد الاكبر-لا أبناء له- ورقية، وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيد الاصغر وعبيد الله- الذي قتل يوم صفني مع معاوية- وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب


 جاء عنه أنه ولد بعد الفجار الأعظم  بأربع سنين وذلك قبل المبعث النبوي بثلاثين سنة وقيل بدون ذكر خليفة بسند له إنه ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة


ولكي نستطيع رسم صوره واضحه عن الفاروق لابد أن نتعرف على شكله وتكوينه الجسدي فيقول عنه معاصروه : عن أبي رجاء العطاردي قال: كان عمر طويلا جسيما أصلع أشعر شديد الحمرة كثير السبلة في أطرافها صهوبة وفي عارضيه خفة. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند جيد إلى زر بن حبيش قال: رأيت عمر أعسر أصلع آدم قد فرع الناس كأنه على دابة قال فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر فقال سمعنا أشياخنا يذكرون أن عمر كان أبيض فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغير لونه . ويقول عنه علي الطنطاوي : كان مشربا بالحمرة ،حسن الخدين والأنف والعينين، غليظ القدمين والكفين، مجدول اللحم، ضخم الجثة، وكان قويا شديدا أي هو رجل قوي البنيان، طويل، أصلع، يستخدم يده اليسرى وبشرتة بيضاء، فتكوينه الجسماني يشير لرجل قوي، إلا وكانت الغلبة لعمر واستغل عمر تكوينه الجسدي الذي يتميز بالطول والقوة في اتقان المصارعة، فما صارع أحدا الا صرعه أي أن عمر كان قوي الجسد وتلك ميزة ميزته عن أقرانه وهو في شبابه[1].


 كان لنشأة عمر أثر قوي في تكوين شخصيته فقد نشأ عمر في قبيلة بين عدي وهي ليست من القبائل القوية ولا الغنية فكان لابد له مما يميزه حيت يبزغ نجمه بين عظماء قريش فعلمه أبوه القراءة والكتابة فكان من بين قليلين يجيدونه من بني قريش، وجعله هذا كثير الاطلاع على أحوال ألامم  السابقة فكان ذلك مما ميزه عن غريه بالإضافة لقوته الجسدية كان العرب نوابغ في الشعر وعمر أيضا أحب الشعر كثيرا وكان يطرب للشعر الجيد لكن من أهم ما نبغ فيه عمر هو معرفة أنساب العرب مما ميزه عن غيره. .ويقول عنه محمد حسنين هيكل: كان جيد الكلام حسن البيان. كما عهدت إليه قريش بالسفارة في الجاهلية وذلك أن قريشا كانوا إذا وقعت حرب  بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرا وإن انفرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافرا ومفاخرا ويتحدث عمر عن نشأته فيقول: لقد رأيتني وأنا أرعى على الخطاب ابله في هذا المكان وكان والله  ما علمت احدا فظا غليظا...كما قال كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف وكان فظا يتعبني إذا عملت ويضربني إذا قصرت وأمسيت ليس بيني وبين بني هلال أحد..


 تلك النشأة والغلظة في المعاملة أثرت في عمر فجعلته شديد التحمل ولايخاف لومة لاىم في نطقه وحكمه واتخاد القرار في الحق وخدمة الصالح العام، كان قوي النفس، كثير التأمل –بسبب رعيه للغنم-،حريص على المال لا ينفقه إلا في موضعه، كما تعلم أن يتقن العمل وأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه والده  ومن خطا القول أن ننكر المؤثرات الجاهلية في عقلية عمر الإسلامية فقد انعكست ظروف نشأته الأولى على طباعه ومزاجه وصفاته المعروفة كالشده والدهاء والحكمة والرزانة ودقة الراي، واكتسب نوعا من الذكاء الاجتماعي من خلال الاحتكاك والتعامل التجاريين والأسفار التي كلفته بها قريش وفي عهد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. فصفة الشده والطبع الخشن مرتبطة بطفولته حيث كان يرعى الابل لأبيه  الذي كان فظا يتعبه إذا عمل ، ويضربه إذا قصر، وقد ظلت خشونة الطبع ملازمة له في إسلامه حيت أن زوجاته كانت فرائصهن ترتعد منه رهبة ورعبا الا انه كان حنونا يشفق على الضعيف ويسانده ويدعمه "اطعام اطفال المراة الجياع-معرفته بسفر المؤمنين للحبشة وعدم عقابهم...- وحين عمل بالتجارة كان ناجحا في أسفاره لبلاد الشام، واكتسب من أخلاق التجار واخد عنهم الدهاء والقدرة على فهم طبائع الناس ، وسبر غورهم وساعده تعليمه على إنماء تلك الموهبة التي تفرد بها بين أقرانه. استشهد يوم الأربعاء 23هـ وعمره 63 على يد أبي لؤلؤة المجوسي .


المبحث الثاني قراءة لبعض هاته الروايات والشهادات وابراز العوامل المؤثرة في شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه


يشهد الداني والقاصي للصحابي الجليل عمر بن الخطاب بقوة شخصيته القيادية المتفردة في زمانها  فيقول عبد الله بن مسعود  عنه "كان اسلام عمر فتحا وهجرته نصرا وخلافته رحمة" وقال عنه توماس ارنولد "ان اسلام عمر بن الخطاب كان نقطة تحول في تاريخ الاسلام" وكدلك مايكل هارت "كان عمر بن الخطاب شخصا فدا ولعب دورا رئيسيا في انتشار الاسلام" وورد ت مقولة هامة في الموسوعة البريطانية فحواها "تحولت الدولة الاسلامية في حكم عمر بن الخطاب من امارة عربية الى قوة عالمية"[2]


تميز عمر بسلوكياته القيادية الرشيدة والحكيمة عاملا بمبدأ الشورى واستحضار اهمية البعد التشاركي الدي تأخذ به اغلب النظريات المعاصرة في القيادة وتطبيقا لكتاب الله عز وجل جلاله "وشاورهم في الامر "كانت له رؤية فلسفية عميقة تجلت في نشر الدعوة الاسلامية الى اقصب بقاع العالم وبتر اثار الشرك والوثنية والعبودية لغير الله اد قال رشي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا" فيها دعوة والزامية للولاة والعمال بالأمصار والبلدان ان الحرية والتحرر من التبعية والخنوع لغير الله مدلة للإنسان فهو المستحق للتوحيد والعبادة لقوله تعالى "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "وهدا هو القائد المتبصر الدي يسعى لرضا ربه وخدمة الرعية لان الخلافة منبثة في اعماقه وواع بمدى جسامتها وانه محاسب عليها امام ربه وكان يجلد نفسه ويحاسبها قبل فوات الاوان ويحاسب ولاته وعماله وكافة الشعب باللجوء للقضاء فكانت استقلالية القضاء في عهده في ابهى صورها اد احتكما الى القاضي هو وعم النبي عليه الصلاة والسلام في شان اخد بيته للمصلحة العامة وحكم القاضي ضد عمر بن الخطاب امير المؤمنين انه التواضع والامتثال لقرارات القضاء المستقل هدا الاخير الدي تتحكم فيه في عصر الدولة الحديثة مصالح الاقوياء وواضعي القوانين والدساتير.


كان يتمتع بجدارات قيادية لا تتوفر في قادة اليوم الدين في ظاهرهم رحماء وفي باطنهم طغاة دارسين ومطبقين "لكتاب الامير" لميكيافيللي بينما امير المؤمنين عمر المتخرج من المدرسة الربانية الايمانية والمتتلمذ على يد خير البرية مرجعه ومنطلقه القران والهدي النبوي فمن الجدارات التي ميزت سلوكياته القيادية نجد من بينها


الجدارة التواصلية كان لا يقرر أي قرار يخص مستقبل الامة والدولة الفتية الا بالرجوع الى اهل الحل والعقد ودوي الخبرة والاختصاص في كل مجال على حدة منفتحا على الشعب مستمعا لشكواهم ومعالجا لها بالود والتفاهم وفي حالة الاستعصاء يرشدهم للقضاء وتميز سلوكه بالعطف والرحمة واللين للضعفاء "التواصل الرحيم وغير العنيف"


الجدارة العلمية والاخلاقية تعلم القراءة والكتابة مند صغره الشيء الدي سهل عليه الاطلاع على علوم الاولين وتدارس كتاب الله وسنته وفهمهما والعمل بهما فعلا وقولا عكس قاداتنا المعاصرين يقولون مالا يفعلون وان تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة درسوا العلوم ولغات العالم لكن لا يملكون قرارات تدبير بلدانهم الا باتباع املاءات الاخرين


الجدارة الادارية سلوكاته القيادية كانت تهدف لتكوين اجيال للمستقبل اد انه انشا دار الحسبة والدواوين وتميز عصره بتقدم الفتوحات الاسلامية  فكان  التخطيط اساس حكمه في جميع الحياة والتوجيه والتنسيق بين الفريق المتمثل في الصحابة والاستماع لدوي الخبرة والاختصاص والرقابة بتولية وتنصيب الاكفاء التقاة في المجالات الحياتية بالدولة ومحاسبتهم ادا لم يراعوا حقوق الله في المواطنين


فادا طبقنا نظرية قيادة التغيير لجون كوثر وقارناها بالشهادات المقدمة في حقه عليه السلام نجد انه كان يذيب الجليد "إذابة الجليد" بين المواطنين والصحابة في حالة حدوث خلافات ملهما اياهم بالحكمة ومدكرا لهم بالرقابة الالاهية مغيرا نفوسهم لتصبح طيعة لله وللمؤمنين و شديدة على الاعداء بإثارة الحماس والاحتفال بالإنجازات خاصة في مجال الفتوحات ونيل الجنود جزء منها وكان يفوض القيام بالفتوحات "تفويض المسؤوليات والصلاحيات القيادية" لقادة اكفاء كخالد بن الوليد وتمكينه بعتاد وجنود فكان يسعى لتغيير المجتمع الاسلامي للأفضل وان يعيش الجميع في امن واستقرار اد ان التغيير الحقيقي الدي قاده امير المؤمنين عمر هو الجهاد اولا ضد النفس وتطويعها لخدمة القضية الاسلامية ثم ثانيا الجهاد الاكبر مصداقا لقوله تعالى" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وحدث التغيير ايضا في الانتقال من مجتمع رعوي يعبد الاوثان وكالقصعة التي تتهاوى عليها الامم الى مجتمع اقتصادي وحضاري قوي تهابه الامم المجاورة وطبعا لولا تغيير الانفس لما حدث تغيير في الاصل كان عمر رحمه الله يمارس القيادة من خلال التأثير على الجماعة من اجل تحقيق هدف مشترك يكمن في تعزيز التماسك بين الافراد "المؤمنين" وتنميتهم الشخصية وقدم رؤية لمستقبل الامة. [3]


[1] ابن حجر العسقلاني "الاصابة في تمييز الصحابة " /  علي الطنطاوي "أخبار عمر"

[2] ادهم شرقاوي "عندما التقيت عمر بن لخطاب" دار كلمات للنشر والتوزيع الطبعة الاولى2017 ص6

[3] philipe brest Leadership in public sector organisations :the case of secondary  school french  principals ,politiques and management public vol28/11/2011